هل يزال هناك أمل للحصول على دخل مرتفع في هذا السن ؟
تخرجت من كلية التجارة منذ أكثر من عشرين عام، وكان لدي قناعة وقتها انه يتوجب علي زيادة مهاراتي كي
أحظى بوظيفة جيدة.
فالتحقت بمنحة
لدراسة الكمبيوتر، واللغة الإنجليزية، وكيفية اجتياز مقابلات العمل، وكيفية عمل
السيرة الذاتية.
وبدأت رحلة البحث عن العمل، وكانت رحلة طويلة شاقة، وتقدمت خلال تلك الرحلة لمنحة أخرى لدراسة البرمجة
لعلها تزود فرصي للحصول على وظيفة. وبالفعل بعد رحلة بحث أخرى وبعد مرور بعض الوقت عرض علي عقد
عمل لمدة 6 شهور بدولة خليجية للعمل كمسئول دعم فني لتطبيق
الحكومة الالكترونية هناك.
وعملت بجد
واجتهاد الى ان وفقت وتم توظيفي في احدى الجهات الحكومية هناك.
وسعدت كثيرا بهذا العمل وتفانيت فيه، وعملت لمدة ثماني سنوات، تزوجت خلالها وحاولت جاهدا ان استقدم زوجتي
ولكني لم أستطع.
الى ان رزقت بمولودة جميلة، وساعتها كنت اتألم كثيرا لبعدي عنها، وأصدقائي هناك قالوا لي من باب النصيحة اياك
و ان تترك عملك وتنزل الى بلدك لأنك كبرت في السن و انت تعمل حاليا محاسبا في جهة حكومية، و من الصعب
ان تجد وظيفة مشابهة لوظيفتك سواء في القطاع الحكومي او حتى القطاع الخاص، لأن محاسبة القطاع الخاص
تختلف عن المحاسبة الحكومية.
نظرت الى المستقبل في حالة استمراري في العمل هنا، فوجدت كثيرا مثلي يأخذون إجازة سنوية لمدة شهر يزرون
فيها اسرهم، ووجدت ان هذا الحل لا يناسبني فانا اريد العيش مع اولادي وليس
العيش من اجلهم.
ولم أستطع اتخاذ
القرار ساعتها، فدعوت الله ان يتخذ لي القرار وان يوفقني فيه.
وبالفعل لم يمض
أسبوع حتى صدر قرار بعدم تجديد عقدي وفرحت فرحا شديدا بهذا القرار.
ونزلت الى بلدي وعمري 36 عاما تقريبا، وحاولت الدخول في مشاريع، وحاولت محاولات عديدة للعمل في أي
شيء وكذلك تقدمت لألاف الوظائف ولم يتم قبولي ولا اعلم لماذا!
حتى صارحني مدير موارد بشرية لأحدى الوظائف التي كنت متقدما لها وقال: انت متقدم لوظيفة سيكون فيها مديرك
أصغر منك سنا، فقلت: وأنا أقبل ذلك، فقال: أنه مع التجارب وجد ان هذا النموذج يسبب مشاكل في المستقبل بسبب
الحساسية.
عرفت ساعتها ان
تقدمي لوظائف في هذا العمر غير مناسب.
ماذا افعل الان؟
ماذا اعمل وقد
قارب سني على الخمسة والأربعين عاما؟
لدي أحلام
كثيرة أحب ان احققها، هل مازال الوقت كافيا من العمر لتحقيقها؟
رأسي تألمني من
كثرة التفكير.
الى ان وجدت
اعلانا لمنحة دراسية مقدمة من وزارة الاتصالات بالتعاون مع Udacity -ولا يشترط
السن للتقدم -
في ثلاث مجالات
رئيسية وهي برمجة المواقع، والتسويق الالكتروني، وتحليل البيانات.
وتقدمت الى برنامج التسويق الالكتروني، وبفضل الله حصلت على المنحة وبدأت الدراسة وكانت دراسة ممتعة للغاية
وفيها الكثير من المعلومات القيمة.
وكذلك كانت هناك دورة ملحقة عن كيفية العمل بشكل حر وتسويق اعمالك خطوة بخطوة الى ان تتلقى الأموال عن
مشاريعك.
وبدأت ثقتي
بنفسي تزداد وتعود إلى سابق عهدها.
وبالفعل حصلت على أحد المشاريع الكبرى لتسويقها الكترونيا.
شكرا وزارة
الاتصالات وشكرا Udacity للمساعدة في تحقيق احلامي في هذا السن بمشيئة الله.
والله لن يضيعك الله أبدا ولن يخزيك أبدا إن شاء الله ،فقد عهدتك شخصا كريما، أمينا، قويا، تقيا، بارا بوالديه ،ذو رأي سديد ،وعقل حكيم ،كفء ،قادر علي تحمل المسؤلية،رجلا قائدا ، ومحبوبا من كل من عرفك ، وهذا في حد ذاته رزق عظيم وهبه الله إياك.
ردحذفجبر الله عثرتك ياجابر العثرات ،ورزقك العمل الصالح الذي فيه سعادتك ،وجعلك وذريتك قائدين للخير والفلاح ،وجعل الدنيا في يديك وليس في قلبك
اللهم آمين
حذف